سوزان قالت بعد توديع جيهان السادات «لن أحمل لقب زوجة رئيس سابق»..شاهدت جيهان وهي تضرب النبوي إسماعيل بالقلم فقالت: العسكر مالهمش أمان
في الوقت الذي كانت تغيب فيه شمس جيهان بدأت شمس سوزان تشرق ويلتقي الوجهان هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج لتتحول سوزان من زوجة سيادة النائب إلي سيدة مصر الأولي وملكة القصر المرجو فيها أن تصلح ما أفسده من كان قبلها.
ومع نشوة النصر والفوز بحكم مصر اعلنت سوزان وقالت للمقربين منها إنها لن تسمح في يوم من الأيام بأن تحمل لقب زوجة الرئيس السابق لأن الشعب المصري لا يغفر خطايا حكامه منذ قديم الأزل " كان قلبها حاسس ".
كما أدركت من الوهلة الأولي أنه يجب أخذ الحيطة من كل ما هو «عسكر» عندما شاهدت وزير الداخلية النبوي إسماعيل يقف أمام جيهان بعد حادث الاغتيال ترتسم علي وجهه علامات الخيبة التي اعتبرتها جيهان جزءاً من الخيانة فلطمته علي وجهه بالقلم أمام الجميع.
حاولت تطبيق قانون المنح والمنع علي المؤسسة العسكرية التي لا يمكن أن تخضع لأهواء امرأة مهما كان شأنها أو وزنها حتي لو كانت سوزان مبارك التي حاولت مراراً وتكراراً أن تلعب هذا الدور إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
وعندما وجدت هذا الطريق مسدوداً لأن روح العسكر لا تقبل بذلك حاولت الالتفاف علي أبواب أخري تطرقها فلم تخف علي من حولها غيرتها الشديدة من زوجة المشير وأعطت أذنها لهذه وتلك في موضوعات شديدة التفاهة ولعل أبرزها الفانتازيا الشهيرة لقصة تامر حسني المطرب الذي دخل السجن بتهمة عدم تأدية الخدمة العسكرية وقربه من بعض الشخصيات التي غضبت عليهم الهانم..
والغريب أنه بعد عدة سنوات وتحديداً أثناء أزمة مباراة مصر والجزائر خرج علينا المطرب تامر حسني بشكل أكثر تفاهة ولا يمثل أي مسئولية خلال مداخلة مع الصحفي الرائع إبراهيم حجازي في برنامجه دائرة الضوء وقال تامر لحجازي «اطمئنوا.. أنا اتصلت بسيادة المشير وكله تمام»
وقام حجازي بحنكة الإعلامي بإنهاء المكالمة في أقل من دقيقة.. فما هذه المهاترات وكيف يجرؤ أي فنان مهما علا شأنه أن يتجاوز هذه الخطوط ويقوم بتصعيد أزمة مباراة كرة قدم إلي مستوي الجيش والتدخل العسكري وحتي لو تم ذلك فكيف يكون هو أداة التوصيل وينصب من نفسه متحدثا رسميا باسم الجيش المصري أفضل 10 جيوش علي مستوي العالم والرابع علي العالم في إدارة الأزمات .
مرت هذه الدقيقة برداً وسلاماً علي الشاشة المصرية وانشغل الناس بسخونة الأحداث والحماس الشديد الذي ساد الشارع المصري لمساندة بلاده ومنتخبه الوطني
إلا أن هذه الواقعة لم تمر مرور الكرام أمام سوزان مبارك التي صرخت في وجه زكريا عزمي وأمام جميع المحيطين بها قائلة عن تامر حسني: «هو الحيوان ده بيتكلم باسم مصر ازاي.. خلوه يتلم أو دخلوه السجن تاني .
وعندما كانت سوزان تفشل في تحريك الأمور مع الجيش كانت تصدر مبارك للمشهد لينفذ لها رغباتها إلا أنها كانت محسوبة ومدروسة لأن المؤسسة العسكرية لا تقبل الأهواء وتصفية الحسابات وهذا ما حدث في أكثر من مناسبة أبرزها أحداث حرب الخليج الأولي وحرب تحرير الكويت تحديداً
فلم يتحرك الجيش وفق رغبة القيادة السياسية ولكن وفق القواعد العسكرية، كما أن الرفض الشديد لإقامة أو وجود أي قواعد عسكرية أمريكية كان رغبة أصيلة لقيادات الجيش المصري وأدرك مبارك ذلك جيداً وأخبر الأمريكان بذلك وأي تصرف خالف ذلك كان يغضب الجيش بشدة لأنه اعتداء علي سيادة الوطن.