تعرض النجمة الفرنسية جولييت بينوش فيلمها الأخير «ELLES» للمرة الأولى في مهرجان تورونتو السينمائي، الذي تجسد فيه دور امرأة بورجوازية تتخبط في حرمانها وتحسد الفتيات اللواتي يبعن أجسادهن لاقتناء ملابس باهظة الثمن.
لا تخشى الممثلة الفرنسية جولييت بينوش “المجازفة”… ففي فيلمها الأخير “Elles” (هنّ) الذي يعرض للمرة الأولى عالميا في تورونتو، تجسد دور امرأة أربعينية تعيد اختبار الجنس بعد تعرفها إلى مومسات.
وعند سؤالها عن تلك “المجازفة”، تؤكد على “الامتياز الكبير الذي يتمتع به الممثل” والمتعة التي لا تزال تختبرها أمام الكاميرا وعلى المسرح.
وقد صورتها المخرجة البولندية مالغوسكا شوموفسكا عارية وفي ثياب النوم مقابل ممثلتين شابتين، أناييس ديموستييه وجوانا كوليغ، لتجسد دور امرأة بورجوازية تتخبط في حرمانها وتحسد الفتيات اللواتي يبعن أجسادهن لاقتناء ملابس باهظة الثمن.
وتقول جولييت بيونش “المجازفة هي تحديدا ما يجب على الممثل فعله. لكن التمثيل ينبع أولا من الداخل ثم تأتي الكاميرا لتخلق الحميمية وتربط بين الأشخاص”.
وخلال عرض فيلم “Elles” في مهرجان الفيلم الدولي في تورونتو الذي لم تشارك فيه منذ فيلم “موفيه سان” للمخرج ليوس كاراكس سنة 1986، صفق لها الجمهور بحرارة واحتضنها كما لو كان يؤمن لها حماية شخصية.
وتقول بينوش “بما أنني أعمل منذ سنوات عدة، فقد رآني الجمهور أكبر. أجد نفسي رغما عني أتشارك قصص الأشخاص الذين قد يكونوا كبروا معي واعتمدها مرجعا لي”.
وبالنسبة إليها، النص هو ما يحفزها غالبا للعمل ويشدها إلى الفيلم. فتشرح انها تقبل الدور “إذا أثر فيها وإذا شعرت بأن الفيلم ضروري. قد أفعل ذلك أيضا لأنني أجد متعة في العمل مع شخص ما أو في التعاون مع مخرج ما”.
وبالتالي، تعتبر أنه من الجيد أن يتم اختيارها ولكن من المهم أيضا أن تتخذ هي الخيارات بنفسها وأن تطلب. فتقول “لا ينم ذلك عن سلطة فحسب بل أيضا عن رغبة كبيرة في اختيار مسار حياتي”.
وتتشارك بينوش هذه الرغبة في إطلاق المبادرات بنفسها مع بعض الممثلات من قبيل إيزابيل هوبرت التي “لا تنام على أمجادها وفي الوقت نفسه تساعد الآخرين على إبراز شخصيتهم، وذلك من باب المتعة وليس من باب الواجب”.
عملت جولييت بينوش في أكثر من ستين فيلما مع كبار المخرجين من أمثال تيشينيه ومينغيلا وكياروستامي، وحازت جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي سنة 1997 عن فيلم “ذي إينغليش بايشنت”، وجائزة أفضل ممثلة في “كان” عن فيلم “كوبي كونفورم” سنة 2010، وترشحت مرات عدة لجوائز محلية وعالمية.
ولكنها تجيد أيضا المراهنة على المواهب الجديدة.
وتفضل جولييت بينوش عدم معرفة ما الذي سيحصل في موقع التصوير، وأن تترك لها الحرية في اختبار أمور جديدة. فهي تحب أن تشعر بالراحة والحرية وأن يكون لها الحق في الإبداع ولكنها تدرك أيضا أنها تشعر الآخرين أحيانا بالرهبة.
فتقول “قد يكون الأمر مخيفا. فبعض المخرجين، وقد حصل ذلك معي مرتين، يستبقون اللقطة الأولى لأن عدم معرفتهم كيفية إدارتي، يخيفهم.
فيشرحون لي ما الذي يريدونه قبل اللقطة الأولى بينما أفضل أنا المباشرة بالتصوير ورؤية ما سيحصل ثم العمل والتنسيق معا بناء على ذلك”.
وتضيف “الثقة المتبادلة ضرورية لينجح العمل”.
وسوف تصور جولييت بيونش هذا الشتاء فيلمين، فيلم ثان إلى جانب الممثل إدغار راميريز وفيلم قريب من إخراج برونو دومون.